سور الصين العظيم: أعظم إنجاز هندسي وأشهر وجهة سياحية عالمية

سور الصين العظيم: أعظم إنجاز هندسي وأشهر وجهة سياحية عالمية
سور الصين العظيم

يُعد سور الصين العظيم واحدًا من أبرز معالم العالم وأشهر الوجهات السياحية التي تجذب ملايين الزوار سنويًا. يمثل هذا السور إنجازًا هندسيًا فريدًا يعكس عبقرية الحضارة الصينية القديمة، كما أنه يعتبر رمزًا للتاريخ والثقافة الصينية.سور الصين العظيم أحد أروع الإنجازات الهندسية في كل العصور. يمتد على أكثر من 20921.47 كيلوميترا. بني هذا السور كحاجز لحماية الإمبراطورية الصينية من الغزاة الأجانب، وله تاريخ غني يمتد إلى 2000 عام.

سور الصين العظيم يمتد آلاف الأميال على طول الحدود الشمالية التاريخية للصين، وبُني السور من قِبَل أباطرة الصين على مدى قرون لحماية أراضيهم، وعلى الرغم من شهرته الواسعة وعظمته وروعة بناءه إلّا أنّ هناك الكثير من المغالطات التي تتعلق به والتي ما زالت منتشرة بين الناس رغم إثبات خطئها، ومن هذه المغالطات؛ أنّه البناء الوحيد من صنع الإنسان الذي يمكن رؤيته من الفضاء، لكن الحقيقة هي أنّه من الصعب تمييز سور الصين العظيم بالعين البشرية حتى من المدار الأرضي المنخفض، فهو يشبه بشكل كبير الحجر والتربة المحيطة به، وقد أُثبتَت هذه الحقيقة خلال رحلة فضائية صينية في عام 2003م عن طريق رائد الفضاء يانغ ليوي الذي اعترف بعدم قدرته على تحديد أي شيء من المدار.

لمحة تاريخية عن سور الصين العظيم

تم بناء سور الصين العظيم على مدى قرون عديدة، بداية من القرن الثالث قبل الميلاد خلال عهد الإمبراطور “تشين شي هوانغ” مؤسس أسرة تشين. كان الهدف الأساسي من بنائه حماية الصين من غزوات القبائل البدوية القادمة من الشمال، وخاصة المغول.

امتدت عمليات بناء السور عبر فترات زمنية مختلفة، وتم تطويره وتوسيعه خلال حكم أسرة مينغ (1368–1644 م) ليصل إلى طوله الحالي البالغ حوالي 21,196 كيلومترًا.

اختلفَ المؤرّخون في تحديد طول السور بشكلٍ دقيقٍ، فمجموعةٌ اتفقت على أنّ طوله يصل إلى 6700 كيلومتر، ويعتقدُ البعضُ أنه يصلُ إلى 8850 كيلومتراً، وعند حساب الأجزاء التي تدمّرت منه على مدار السنين يصل طوله إلى 21196 كيلومتراً، بينما يتراوح عرض السور ما بين خمسة إلى سبعة أمتار، ويتراوح ارتفاعه ما بين خمسة إلى سبعة عشر متراً.تختلف الموادّ التي تمّ استخدامها في بناء السور، بحسب المنطقة التي تمّ بناء السور فيها؛ حيث يمتدّ السور على مساحاتٍ كبيرةٍ، منها الصحاري، والوديان، والأجراف، والجبال، والمروج، فهو يمتدّ من البحر الأصفر شرقاً إلى صحراء غوبي غرباً، وقد استخدم البُناة الأحجار المحليّة غير المقاوِمة للظروف الجويّة في المناطق الصحراويّة، بينما استخدموا الترابَ القاسي والطوب غير المحروق في المناطق الترابية.في عهدِ أسرة مينغ الحاكمة استخدم البُناة الحجارة الصّلبة والصخور القاسية في البناء، حيثُ يعتبر ما تمّ بناؤه في تلك الفترة الأفضل ممّا سبقه، وقد مرّت الكثير من الأسر الحاكمة على الإمبراطورية الصينية فترةَ بناء السّور فمنهم من اهتمّ به وأصلحه وأكمل بناءه، ومنهم من أهمله فتدمرت أجزاءٌ كبيرٌ منه
سور الصين العظيم
سور الصين العظيم

ما هو سور الصين العظيم؟

سور الصين العظيم هو سلسلة من الجدران والتحصينات على الحدود الشمالية للصين. يعد من أعظم الإنجازات المعمارية في التاريخ. تم بناء السور على مدى قرون، بعضها يعود إلى عصر الممالك المتحاربة السبع (حوالي 770-221 ق.م).

قبل المسح الأثري في 2012، كان طول السور بين 2,778 و 9,260 كيلومتر. بعد المسح، تم تحديد الطول الإجمالي بحوالي 21,000 كيلومتر. هذا بسبب بناء جزء كبير من السور، حوالي 10,000 كيلومتر، في عهد أسرة مينغ (1368-1644م).

الطول الإجمالي للسور 24,076 كيلومتر يشمل جميع الجدران والتحصينات. مواصفاتها وحجمها تختلف من منطقة لآخر. في بعض المناطق، السور من صخور وخشب وتربة. أما في مناطق أخرى، مثل عهد أسرة مينغ، يظهر بتصاميم حجري مهيبة.

في 1987، أضاف اليونسكو سور الصين العظيم لقائمة التراث العالمي. هذا يعكس أهميته التاريخية والثقافية. هو ليس فقط معلم سياحي، بل أيضاً نصباً للتاريخ للصين.

سور الصين العظيم
سور الصين العظيم

 

كيف نشأت فكرة الجدران؟

لم يتمكّن المغول من زراعة العديد من المحاصيل، بسبب عيشهم في السهوب، ممّا اضطرّهم إلى التجارة الزراعية مع الصين، كما كان هناك طلب كبير بين القبائل البدوية الشمالية على الحرير والقطن وغيرها من المنسوجات، بالإضافة إلى المعادن لصنع الأسلحة، وفي المقابل كان الصينيون بحاجة إلى خيل البدو الصغيرة والكثيرة للحرب، إلّا أنّ الصينيون كانوا قادرين على الاكتفاء بما لديهم من خيول أمّا المغول كانوا بحاجةٍ ماسّة للطعام والملابس، ممّا أدّى إلى خلق عدم توازن في العلاقات التجارية بين الصين ومن حولها من بدو ومغول.[٤] كان الاتصال بين البدو الشماليين والصينيين قائمًا على مبدأ “التجارة كالحرب”، إذ كان البدو يشكلون تهديدًا عسكريًّا خطيرًا رغم أنّ عددهم كان أقل بكثير من عدد الصينيين، وكانت العلاقات التجارية – الحربية المتوترة والقائمة على مبدأ الغارات الناجحة والفعّالة من قبل قبائل البدو الشماليين – ولاحقًا المغول – للحصول على ما يريدون؛ سببًا في إنهاك السكان الصينيين،ولحماية الأرض من الغزاة الرحّل الشماليين؛ أسس القادة الصينيون منذ آلاف السنين مشاريع بناء جدارٍ يُدافع عن الحدود، ويوجد في مقاطعة شاندونغ أحد الأجزاء الباقية من هذا الجدار القديم المصنوع من تربة صلبة تسمى “الأرض الصخرية”، ويقدّر عمرها بنحو 2500 عام، وعلى مدى 2000 عام، تم بناء هذه الحراسة الحجرية التي تسمّى الآن بسور الصين العظيم، والذي يتكوّن من العديد من الجدران العظيمة التي يعود بعضها إلى القرن الخامس قبل الميلاد، ولقرون، وخلال فترة الممالك المتحاربة، قبل توحيد الصين في دولة واحدة، دافعت هذه الجدران عن الحدود

ساهمت العديد من الأسر والسلالات في بناء وتحسين سور الصين العظيم، وكانت أسرة تشين أوّل من بدأ ببناء السور، وأكملت السلالات التالية العمل عليه، ثمّ أعادت أسرة مينغ بناء السور، وأضافت عليه، وأغلب السور المعروف اليوم هو مما بنته هذه الأسرة، وقد اسُتخدِمت الموارد التي كانت متوفرة في مكان البناء من قِبَل الفلاحين والعبيد والمجرمين وغيرهم من الناس الذين قرر الإمبراطور معاقبتهم، كما شارك الجنود في بناء الجدار وإدارة العمال، ومن المواد التي اُستخدمت في بناء الجدران القديمة أوساخ مضغوطة محاطة بالحجر، أمّا معظم جدار مينغ اللاحق بُني بالطوب، وهناك أجزاء من السور بُنيَت من خليط الأرز المصمت الذي يمتلك قوة ومقاومة الإسمنت ممّا أكسب الجدار قوة ومتانة جعلته يصمد إلى الوقت الحاضر، وتشير التقديرات إلى أنّ ملايين الأشخاص عملوا في الجدار على مدار أكثر من 1000 عام، ولم يعاملوا معاملة جيّدة ومات منهم حوالي مليون شخص

سور الصين العظيم
سور الصين العظيم

 

تصميم سور الصين العظيم

  • المواد المستخدمة
  • تم استخدام الطوب والحجارة المضغوطة والخشب في بناء السور، حيث تنوعت المواد حسب التضاريس والمناطق.
  • في المناطق الجبلية، استُخدمت الصخور الكبيرة، بينما تم استخدام الطوب في المناطق السهلية.
من مواصفات سور الصين العظيم:
الارتفاع: يتراوح ارتفاع سور الصين العظيم من 5 إلى 8 أمتار.
العرض: يبلغ عرض سور الصين العظيم في الأسفل 6 أمتار وفي الأعلى 5 أمتار.
الموقع الجغرافي: يتموضع سور الصين العظيم على طول الحدود الصينية القديمة ومنغوليا. المواد المستخدمة في البناء: تم استخدام الطوب مع الحجر في أساسات البناء لسور الصين العظيم.

دور السور في الدفاع عن الصين

بنى الصينيون سور الصين العظيم للدفاع ضد الهجمات من القبائل الشمالية. يمتد على طول 21,000 كيلومتر عبر 16 مقاطعة وبلدية ومنطقة ذاتية الحكم. مشروعًا دفاعيًا متكاملاً يتكون من أسوار وأبراج وممرات استراتيجية.

ساهم هذا النظام في صد غزوات عديدة، مثل غزو القبائل الشمالية في 1449م والحرب من 1571-1644م

العناصر الرئيسية للسور

1. الأبراج الدفاعية: تم توزيع الأبراج على امتداد السور لتمكين الحراس من مراقبة الأعداء.

2. الحصون: كانت تُستخدم كمواقع استراتيجية لتخزين الأسلحة والإمدادات.

3. الممرات السرية: تم تصميم بعض الممرات لتمكين الجنود من التحرك بسرية.

سور الصين العظيم
سور الصين العظيم

 

أهمية سور الصين العظيم

سور الصين العظيم يعتبر من أهم المعالم التاريخية في العالم. يظهر قوة وعظمة الحضارة الصينية القديمة. لعب دورًا مهمًا في حماية الأمة الصينية وحفاظها على هويتها الثقافية.

الأهمية العسكرية

  • كان السور بمثابة حاجز دفاعي قوي ضد الغزوات الخارجية.
  • وفر نظام إشارات باستخدام النار والدخان للتواصل السريع بين الأبراج.

الأهمية الاقتصادية والثقافية

  • ساعد في حماية الطرق التجارية، بما في ذلك طريق الحرير الشهير.
  • عكس تنوع وتطور الهندسة المعمارية في الصين القديمة.

سور الصين العظيم كوجهة سياحية

أشهر المواقع السياحية على السور

1. بادالينغ: الأكثر زيارة لقربه من العاصمة بكين، ويتميز بسهولة الوصول إليه.

2. موتيانيو: مشهور بمناظره الطبيعية الخلابة وأبراجه المرممة.

3. جينشانلينغ: يجذب الزوار الذين يفضلون استكشاف السور وسط مناظر جبلية مذهلة.

الأنشطة السياحية

  • المشي لمسافات طويلة على السور.
  • تسلق الأبراج للاستمتاع بالمناظر البانورامية.
  • التقاط الصور وسط المناظر الطبيعية الخلابة.

أفضل وقت لزيارة سور الصين العظيم

أفضل وقت لزيارة السور هو في فصلي الربيع والخريف (من مارس إلى مايو ومن سبتمبر إلى نوفمبر) حيث تكون الأجواء معتدلة والمناظر الطبيعية خلابة.

حقائق مثيرة عن سور الصين العظيم

  • لا يمكن رؤية السور من الفضاء بالعين المجردة، كما يعتقد البعض.
  • يحتوي السور على مسارات متعددة، بعضها مهدّم ولكنه يُظهر الطابع الأصلي للبناء.

مقترح لك : تاج محل

الخلاصة

سور الصين العظيم ليس مجرد جدار حجري بل هو شهادة حية على التاريخ العريق للصين، وهو يجمع بين الإبداع الهندسي والقيمة الثقافية. بزيارتك للسور، ستتمكن من استكشاف روعة الحضارة الصينية القديمة والاستمتاع بمناظر طبيعية تخطف الأنفاس.