بجاية: جوهرة الجزائر السياحية بين سحر الطبيعة وعبق التاريخ

تقع مدينة بجاية في شمال شرق الجزائر على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتُعد من أبرز الوجهات السياحية في البلاد بفضل تنوع معالمها الطبيعية والتاريخية.بجاية هي واحدة من المدن الجزائرية التي تأسّست كمدينة في العام 1974م على يد الناصر بن علناس بن حماد بن زيري، وتبلغ مساحة أراضيها 3223.50كم²، وتعرف المدينة بعدّة أسماء منها صالدى، وبوجي، ولؤلؤة الجزائر، والناصريّة، وفجايث، وتقسم إدارياً إلى 53 بلدية، و19 دائرة.
جغرافية بجاية
الموقع الجغرافي: تقع جغرافياً في جهة الشمال من الجمهورية الجزائرية، حيث يحدّها من جهة الشمال البحر الأبيض المتوسط، وتحدها من جهة الشرق ولاية جيجل، ومن جهة الشمال الغربي ولاية تيزي وزو، ومن الجنوب الغربي ولاية برج بوعريرج، وتحدها من جهة الغرب ولاية البويرة.
التضاريس: في المدينة العديد من التضاريس المتنوّعة كالحضيرة الوطنية، والغابات المزروعة بأشجار الزيتون وأشجار الصنوبر، والساحل الساحلي، والشواطئ.
المناخ: يمتاز مناخها بأنه مناخ متوسطي؛ معتدل حارّ في فصل الصيف، وبارد ممطر ومثلج في فصل الشتاء.
السياحة في بجاية
تحتوي المدينة على العديد من المعالم السياحيّة والتاريخيّة والأثرية والدينية، منها:
باب البحر الذي أسماه الفرنسيّون باب سرازين، وشيّد في العام 1070م. باب البنود المعروف باسم باب الفوقة.
أسوار المدينة: شيدت في الفترة لحمادية الأولى وتحديداً في العام 1067م.
حصون بجاية: شيدت أيام الاحتلال الإسباني عليها في العام 1510م، ومن أشهر هذه الحصون حصن سيدي عبد القادر المعروف باسم حصن البحر.
قصبة بجاية: شيدت في العام 1152م، وأعيد بنائها أيام الاحتلال الإسباني
أشهر المناطق السياحية في بجاية
رأس كربون
رأس كربون هو جزءٌ متقدم من اليابسة داخل البحر الأبيض المتوسط، ويقع هذا الرأس تحديدًا في اتجاه الشرق من وسط مدينة بجاية، وعند زيارة الموقع، يمكن الذهاب إلى المنارة المشيدة على إحدى القمم الصخرية هناك، ومن ميزات رأس كربون في بجاية الطبيعة الخلابة والإطلالات الرائعة للمناطق المحيطة وللبحر، بالإضافة إلى أنّ الموقع مناسب للسباحة والاستجمام، كما يمكن فيه قضاء الأوقات وسط أجواءٍ هادئة، أو التنزه

شلالات كفريدة في بجاية
شلالات كفريدة من اجمل الأماكن السياحية الطبيعية في بجاية، تجذب إليها الكثير من الزوار خصوصا في فصل الصيف، يبلغ عدد شلالات كفريدة ثلاث شلالات، و تقع على بلدية “تاسكريوت” على بعد 42 كيلومترا من عاصمة الولاية، و يعتبر شلال كفريدة من اعلى الشلالات في الجزائر حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 50 مترا، حيث تتساقط في مياهه في بحيرة صغيرة يمكن السباحة فيها لمن أراد ذلك. الشلالات محاطة بالجبال المكسوة بأشجار الصنوبر و الزيتون.
الوصول إلى الشلالات يتم مشيا عن طريق ممر ضيق نوعا ما، تحفه محلات للتجار يبيعون مختلف التحف التذكارية الخاصة بمنطقة القبائل. كما يمكن التقاط الصور التذكارية مع اللباس القبائلي للمنطقة، كما يتوفر اسفل الشلالات مطاعم تقدم وجباتها وسط المياه الجارية، التي تشبه إلى حد ما يوجد في واد دار الواد في جيجل.

قصبة بجاية
قصبة بجاية من أشهر المناطق السياحية في مدينة بجاية الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وهذه القصبة عبارة عن قلعة قديمة يعود تاريخ بنائها إلى العام 1154م، في عصر الدولة الموحدية، وفي العام 1510م، قام الإسبان بإعادة ترميم قصبة بجاية، وعن مكانة هذه القصبة وأهميتها التاريخية، فقد لعبت دورًا فعالاً في نقل المعارف خلال العصور الوسطى.
حي القصبة
حي القصبة من الأماكن التي لا يمكن تفويت زيارتها عند المجيء إلى مدينة بجاية، ومن ميزات هذا الحي أسواقه النابضة بالحياة، وأزقته المتعرجة، كما يمكن عند زيارة حي القصبة في بجاية مشاهدة الآثار العثمانية القديمة.
الشاطئ في بجاية
يقع شاطئ “Plage des Sables d’Orient”، أو شاطئ الرمال الشرقية، على بعد 45 دقيقة تقريبًا من مدينة بجاية، ويشتهر هذا الشاطئ برماله، وبكونه من مناطق الجذب السياحي الأكثر شعبية في الجزائر، ويمكن لزوار هذا الشاطئ الاستمتاع بالعديد من الأنشطة، ولا سيما الأنشطة المائية، مثل التجديف بالكاياك، والغطس، والسباحة.
سيدي فرج
على بعد حوالي 25 كيلومتر من بجاية، تقع بلدة صغيرة تُسمى سيدي فرج، وهذه البلدة من الوجهات التي تتميز بهدوئها، كما تعد مناسبة للرحلات القصيرة والطويلة على حد سواء، وسيدي فرج أيضًا من الوجهات المناسبة للاسترخاء بعيدًا عن ضجيج المدن، وفيها الكثير من المرافق المهيئة للزوار، بما في ذلك المحلات التجارية، والمقاهي، والمطاعم.
ساحل الصيادين
أو كما يُسمى بـِ “La Cote des Pecheurs”، وهو من أجمل المناطق في الجزائر، ويقع باتجاه الشرق من بجاية، ويتميز ساحل الصيادين بالمنحدرات، بالإضافة إلى الإطلالات الخلابة على البحر الأبيض المتوسط.
جامعة بجاية
من ميزات هذه الجامعة أنها تعتبر مركزًا ثقافيًا لولاية بجاية، وهي أهم المؤسسات التعليمية في المدينة، ويعود تاريخ تأسيس جامعة بجاية إلى العام 1983م، ويرتادها طلابٌ من مختلف المناطق في الجزائر.
تمثال الشهيد عبد القادر عيساوي
هذا التمثال الضخم من أشهر مناطق الجذب السياحي في بجاية، وقد تمّ تشييده لإحياء ذكرى ثورة التحرير الجزائرية.

كهوف بجاية
تزخر بجاية بالكثير من الكهوف القديمة، ويوجد في المدينة نادٍ لاستكشاف الكهوف، يمكن الاستعانة به عند المجيء إلى بجاية لاستكشاف كهوفها.
برج موسى
يُطلق عليه أيضًا “حصن موسى”، وهو من الوجهات التاريخية في المدينة، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن 16؛ حيث بناه الإسبان، ثم قام أمير البحر صالح رايس في العام 1555م بإخراجهم منه بعد الاستيلاء عليه، ليكتسب بعدها اسم “برج موسى”، وفي العام 1989م، تمّ تحويله إلى متحف

قمة القردة
تقع هذه القمة في سلسلة جبال الأطلس التلي المطلة على مدينة بجاية، وتحديدًا في اتجاه الشمال الغربي من المدينة، وهي منطقة محمية تحوي قردة المكاك الأمازيغي (قرد المغرب) المهددة بالانقراض.
لقد سميت بهذا الاسم، بسبب تواجد قرود المكاك البربري المحلي، و الذي يتميز بقصر ذيله، و قربه من الإنسان، حيث أن السياح و الأطفال يتمتعون كثيرا باللهو معها و إطعامها مع وجود تجاوب كبير للقردة بسبب اعتيادها على وجود الزوار في المنطقة.
قمة موجودة على ارتفاع 430 مترا، و قام الفرنسيون ببناء شرفة من السيراميك مطلة على منظر خلاب قبالة البحر و راس كربون و الخليج شرقا

البحيرة السوداء في أكفادو
تقع البحيرة السوداء أو ما يعرف بالأمازيغية “أڤلميم أبركان” بأعالي جبال جرجرة في بجاية، على ارتفاع 1600 متر، البحيرة عبارة عن لؤلؤة طبيعية بين غابات الصنوبر و البلوط العملاقة، والتي تنعكس على مياه البحيرة وتعطيها لونها الأخضر الغامق القريب من السواد.
البحيرة هي آية في الجمال، من أفضل الأماكن السياحية في بجاية، حيث تقصدها العائلات والزوار من كل الأنحاء للاستمتاع بالهدوء و الراحة و التناغم الذي يعم المكان.
العائلات تعتبرها المكان المثالي لتناول و الغداء و التمتع بصوت الطبيعة من تغريد العصافير، و نقيق الضفادع و خوار الأبقار التي تعيش حول البحيرة.
مغارة اوقاس العجيبة
توجد مغارة أوقاس عند نفق بلدية أوقاس، والتي تبعد عن مدينة بجاية حوالي 30 كيلومتر، مغارة ذات طابع كريستالي تم اكتشافها صدفة سنة 1962م، وذلك أثناء حفر نفق أوقاس ضمن إنشاء الطريق بين مدينتي جيجل و بجاية، حيث وجد العمال آنذاك كهفا طبيعيا كبيرا، يحتوي على الصواعد و النوازل المتشكل من الكلس عبر آلاف السنين.
تعتبر المغارة من اجمل المغارات الطبيعية في بجاية والجزائر، م قد تم فتحها أمام الزوار سنة 1984م، بعد عملية تهيئتها و توفير الممرات و الإنارة داخلها، و ذلك لتسهيل زيارتها من طرف السياح و الاستمتاع بالجمال الطبيعي للتشكيلات المتكونة داخل المغارة، و التي تعطي الانطباع بمشاهدة حيوانات و طيور و معالم مختلفة حسب تصور الزائر.
جزيرة البيزيين (جزيرة الجريبية)
تقع جزيرة “بيزان” أو “الجريبية” كما تعرفها أهل المنطقة. في البحر الأبيض المتوسط، مقابلة الجهة المخفية لجبل قورايا، على بعد 1000 متر من الساحل. هذه الجزيرة لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب، حيث تستقطب السياح ومحبي الطبيعة والصيد من كل مكان.
اصل كلمة بيزيين هو إيطالي، حيث كان التجار الإيطاليون يأتون إلى الجزيرة لمقايضة السلع، و شراء الشموع مع تجار مدينة بجاية. من جانب اخر تقول الروايات أن مؤسس دولة الحماديين الأميرالناصر بن علناس قد توفي على الجزيرة، بعد أن هاجر إليها و عاش فيها.

أفضل شواطئ بجاية
تمتلك بجاية ساحل يمتد على طول 100 كيلومتر. وذلك من شاطئ ملبو شرقا، إلى شاطئ «تيغريمت» غربا، حيث تحتوي على 46 شاطئ. نذكر بعضها و افضلها من حيث توفر الامن و المرافق:
- في ملبو، نجد شاطئ المرسى، الجرف، 08 ماي، اقريون…
- في سوق الاثنين، نجد شاطئ لعزر لبلاط، سوق الاثنين، لوتو، النوار…
- في اوقاس، نجد شاطئ سيدي ريحان، واد تايلوت، اوقاس، واد الزيتون…
- في تيشي، نجد شاطئ بن سعيد، تيشي وسط، حماديين، واد افلاو، الجابية، المغارة…
- في بجاية، نجد شاطئ زيقواط، بوليماط، ساكت…
- في توجة، نجد شاطئ تمرجين، تادمنت، واد دعاس، ازغار…
تحتوي بجاية الكثير من المعالم والأماكن السياحية التي لا يمكن حصرها. بل يجب اكتشافها عبر زيارة كل المناطق و الاستمتاع بها.
المعالم التاريخية:
أسوار بجاية: بُنيت في عهد الدولة الحمادية في القرن الحادي عشر لحماية المدينة، وتُعد شاهدًا على تاريخها العريق.
أبواب بجاية: منها باب الفوقة وباب البحر، التي كانت مداخل رئيسية للمدينة وتُبرز العمارة الإسلامية القديمة.
قلعة يما قورايا: تقع على ارتفاع 672 مترًا، وتُعد من المعالم التاريخية التي تجذب الزوار.
الثقافة والتقاليد:
تشتهر بجاية بتراثها الثقافي الغني، حيث تُقام فيها العديد من المهرجانات والفعاليات التي تعكس التراث الجزائري الأصيل. كما تُعتبر مركزًا للصناعات التقليدية مثل الحرف اليدوية والفنون الشعبية.
مقترح لك : شلالات نياجارا
الخلاصة
تجمع مدينة بجاية بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ، مما يجعلها وجهة سياحية مميزة تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
تعليقات