في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة تيك توك عن إلغاء مئات الوظائف في عدد من أقسامها، في تحول استراتيجي يهدف إلى تعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في منصتها، هذه الخطوة تأتي في وقت يشهد فيه قطاع التكنولوجيا تحولًا كبيرًا نحو الأتمتة والذكاء الاصطناعي، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العمالة في شركات التقنية الكبرى وأثر هذا التحول على البيئة الاقتصادية.
ماذا يعني إلغاء الوظائف؟
أعلنت تيك توك أنها ستقوم بإلغاء مئات الوظائف في أقسام مختلفة من الشركة، خاصة في الوظائف التي لا تتطلب تدخلًا بشريًا مكثفًا أو التي يمكن استبدالها بأدوات الذكاء الاصطناعي، هذا يشمل بعض الوظائف في فرق مثل إدارة المحتوى، والمراجعة، والتحليل، وبعض الوظائف الإدارية، بينما لم تكشف الشركة عن العدد الدقيق للوظائف التي سيتم إلغاؤها، تشير التقارير إلى أن الأثر سيكون ملموسًا في العديد من الأسواق العالمية حيث تشهد الشركة نموًا سريعًا.
التحول نحو الذكاء الاصطناعي
منذ ظهور الذكاء الاصطناعي في العديد من الصناعات، بدأت الشركات الكبرى مثل تيك توك في استكشاف كيفية استخدام هذه التقنيات لتحسين العمليات، من التصنيف التلقائي للمحتوى إلى تحسين تجربة المستخدم. بالنسبة لـ تيك توك، الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية جانبية، بل هو جزء أساسي من استراتيجيتها المستقبلية.
تقوم الشركة حاليًا بتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوسيع قدراتها على فهم تفضيلات المستخدمين وتقديم محتوى أكثر دقة وملاءمة. على سبيل المثال، خوارزميات تيك توك الحالية بالفعل تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي لتحديد مقاطع الفيديو التي سيشاهدها المستخدمون بناءً على تفاعلاتهم السابقة، ومع الاعتماد المتزايد على هذه التقنيات، يصبح من المنطقي أن تقوم الشركة بتقليص بعض الوظائف التي كانت تعتمد سابقًا على العمليات اليدوية.
مقترح لك: أوبن إيه آي تطلق محرّك بحث منافس لـ جوجل
أثر الذكاء الاصطناعي على سوق العمل
بينما يعتبر الذكاء الاصطناعي من الأدوات التي يمكن أن تعزز من فعالية الشركات وتحسن من تجربة المستخدمين، فإنه يثير قلقًا بشأن مستقبل العمل البشري، في حالة تيك توك، يمكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى إلغاء العديد من الوظائف التقليدية في قطاعات مثل إدارة المحتوى والمراجعة والتفاعل مع المستخدمين، هذا يضيف إلى المخاوف التي تزداد بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على فرص العمل في قطاع التكنولوجيا.
لماذا تتجه تيك توك للذكاء الاصطناعي؟
تسعى تيك توك من خلال استثمارها في الذكاء الاصطناعي إلى عدة أهداف استراتيجية، أبرزها:
- تحسين تجربة المستخدم: من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لتخصيص المحتوى بشكل أفضل، يمكن لـ “تيك توك” تحسين التفاعل مع المستخدمين وتقديم محتوى أكثر تفاعلًا وجاذبية. هذا سيساعد في تعزيز قاعدة المستخدمين والنمو المستدام للمنصة.
- تقليل التكاليف: الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تقليل التكاليف المتعلقة بالوظائف اليدوية مثل إدارة المحتوى، المراجعة، وتحليل البيانات. الأتمتة تساهم في تحسين الكفاءة وتقليل الحاجة إلى التدخل البشري.
- التوسع السريع: مع زيادة عدد المستخدمين في مختلف أنحاء العالم، تحتاج “تيك توك” إلى تحسين قدرتها على معالجة كميات ضخمة من المحتوى بشكل سريع وفعال. الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في تسريع هذه العملية.
- الابتكار التقني: استخدام الذكاء الاصطناعي لا يقتصر فقط على تحسين التجربة الحالية، بل يفتح الأبواب أمام إمكانيات جديدة مثل إنشاء محتوى آلي أو تحسين أدوات التحرير بشكل مبتكر.
تعليقات